لم يكن مفاجئا ما جاء به خطاب عبد الله رغم أني أشك أن الخطاب من صياغته , لكن الخطاب في محتواه نقل مرحلة التدخلات السعودية وسياسة حشر الانف من الغرف المغلقة والأجندات السرية للعلن وبصورة فجة على أعلى المستويات .
السعودية التي حشرت أنفها في مصر وتونس وفي ليبيا والبحرين ولبنان واليمن دفعة واحدة , في اعتقادي أنها وصلت لقمة الغطرسة والتي يتبعها النكوص والانهيار , حيث أريد لها أن تلعب دورا أكبر من حجمها وبطريقة خطيرة جدا لم يسبق لدول عظمى أن اتبعت هذا الاسلوب في التدخل المباشر المتعدد .
السعودية اليوم وبإيعاز أمريكي تستهلك في صراعات متعددة ورهانات خاسرة من أجل افلاسها وإضعافها , فقد أنفق الملك عبد الله بسخاء في هذا الربيع العربي الذي امتد ليتصل بصيف ساخن .
كلنا يعلم حجم التدخل السعودي بالمنطقة لكن لم يحدث في تاريخ حاكم سعودي أن تدخل ووضع مقدرات بلاده تحت تصرف الأمريكان بهذا الحجم .
في اعتقادي ومع تزايد مشكلة الدين الامريكي فإن أمريكا تريد للسعودية أن تدفع فاتورة باهضة هذه المرة بدفعها وايهامها بدور القيادة والريادة لخوض الصراع بالنيابة في عدة دول في وقت واحد وبطريقة لا تدع لعاقل إلا أن يجزم بأن الملك عبد الله يقود بلاده للهاوية وبعجلة متسارعة , وبعدة سيناريوهات كلها تحمل نهاية واحدة .